فصل: مناسبة الآية لما قبلها:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في التفسير الموضوعي للسورة كاملة:

قال محمد الغزالي:
سورة المؤمنون:
بين الأعمال وأجزيتها رباط وثيق، فمستقبل الخير نضير ولو كان حاضره معنتا، ومستقبل الشر سيئ وإن كان حاضره خادعا. والناس عادة معنيون بيومهم الحاضر ومستغرقون فيه. وذلك حجاب عن الحق، وأحبولة يقع فيها الغافلون. وقد نزلت سورة المؤمنون لتعلق الأبصار بالآخرة، وتطمئن المؤمنين إلى مستقبلهم الطيب. أما الكافرون فالويل لهم.. وافتتحت السورة بهذه البشرى: {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون} إلخ. عن عمر بن الخطاب- رضى الله عنه-: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا نزل عليه الوحى يسمع عند وجهه دوى كدوى النحل، فأنزل الله عليه يوما، فمكث ساعة ثم سرى عنه فقرأ: {قد أفلح المؤمنون} إلى عشر آيات من أولها، وقال: «من أقام هذه العشرآيات دخل الجنة، ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال: اللهم زذنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولاتؤثر علينا، اللهم أرضنا وارض عنا». والآيات المذكورة مزيج من العقائد والأخلاق والعبادات والمعاملات، وقد وعدت المستمسك بها بالفلاح.. وفى وسط السورة تكرار لهذا المعنى في ثوب آخر: {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون}. وظاهر أن الموصوفين بما ذكر هم المذكورون أول السورة، الموعودون بالفلاح، وكلا الموضعين يصور جانبا من سيرتهم، ولونا من شمائلهم. أما الأشرار فإن سيرتهم وآخرتهم شرحتا في آخر السورة شرحا مستفيضا، كما ذكرت مصائرهم في قصص الأمم البائدة، وفى عرض الحديث عن أحوال المشركين أثناء مناقشتهم وتوبيخهم..
والجزاء الموعود يجىء بعد فترة يقضيها البشر على ظهر الأرض، يتم فيها تمحيصهم، وتحصى عليهم أعمالهم وأحوالهم.. وقد وصفت هذه الفترة وصفا يبعث على الإيمان بالله والشعور بعظمته: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين} كيف تخلقت هذه الأجسام من التراب؟ كيف يتحول الغبار المركوم إلى بشر سوى؟ كيف توضع خصائص النخلة في النواة، وخصائص الإنسان في النطفة؟ كيف تتجه قوانين الوراثة إلى غايتها على مر الأيام، فإذا الطفل العاجز بشر عملاق؟. إن كل شىء يصرخ بعظمة الخالق الكبير، ولكن الكافرين يحيون في غفلة هائلة، ومصيرهم كالح! {ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون}. وعادت السورة بالناس إلى الماضى البعيد، تحكى جحود الأوائل لفضل الله، وتمردهم على هداياته، وتكذيبهم لرسله، فذكرت نوحا وقومه، وهودا وقومه، {ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ثم أرسلنا رسلنا تترى كلما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون}. والأقوام التى رفضت الإيمان تعيش كثرتها في المنطقة التى يقال لها الآن الشرق الأوسط كان نوح شمالى العراق، وهبط إبراهيم من العراق إلى الحجاز، ومر بمصر والشام، وخرج موسى من وادى النيل يريد الفرار بقومه، ومات في التيه، وولد عيسى بفلسطين وزار مصر، وكان صالح وشعيب شمال الجزيرة العربية، وكان هود بالأحقاف في اليمن.. إلخ. ويبدو لنا أن الناس في هذه البلاد كانوا أقرب من غيرهم وعيا لرسالات السماء وحقائق الوحى!! فلما جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم مزق القدر شملهم! هل كان المرسلون يكلفون الناس ما لا يطيقون؟ كلا، فليس يشق على الناس أن يدعوا الخبيث للطيب ويفعلوا الخير! {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون}. ولذلك قال بعدئذ: {ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون}. ثم جاءت الرسالة العالمية بعد هذه الرسالات المحلية، وساق محمد خلاصات الوحى الإلهى كفه لعرب الجزيرة في قرآن كريم حوى الرسالة ومعجزتها معها.
ولكن العرب أول أمرهم رفضوا الإسلام وكذبوا نبيه! وهم أعرف الناس بشرف محمد وأمانته، وقد أشار أبو طالب لهذا حين قال: لقد علموا أن ابننا لا مكذب لدينا ولا يُغرى لقول الأباطل!! ووصف القرآن موقفهم هذا بقوله: {أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون}. وقد كلفتهم كراهية الحق ثمنا غاليا {حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون} فانهزموا في معركة بدر هزيمة مخزية، ورمى صناديد الكفر وأشياعهم في بئر مظلمة. وقد كانوا من قبل يسمرون في ناديهم بشتم الإسلام والسخرية من تعالى مه، والنيل من المسلمين المستضعفين واستباحة حقوقهم. وفى مصارع كبراء قريش بعد عزهم القديم، وترفهم الأثيم يقول شداد بن الأسود: وماذا بالقليب: قليب بدر- من الشيزى تزئن بالسنام وماذا بالقليب: قليب بدر- من القينات والشرب الكرام وهنا الشاعركان على دين قومه في الكفر بالبعث والجزاء، ولذلك يقول مستهزئا: يحدثنا الرسول بأن سنحيا!! وكيف حياة أصداء وهام؟ ويقول الله سبحانه وتعالى ردا على هذا كله: {بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون}. إيلام المرء قد يكون تطهيرا له ورفع درجة، ويقع ذلك للصالحين والمجاهدين وأمثالهم كما جاء في الحديث: «لا يصيب المسلم من هم ولا غم ولا وصب ولا نصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه». وقد يكون الإيلام تأديبا وتهذيبا وردا إلى حالة الاعتدال التى يتجاوزها المخطئ، فإن للقوة صولة وللثروة طغيانا. وقد يتطاول المرء فوق قدره، لأن الرزق بسط له، أو لأن جاهه اتسع!. وقد كانت قريش شديدة الكبر على الحق، لأن رغد العيش أبطرها حتى دعا الرسول عليها: «اللهم أعنى عليهم بسبع كسبع يوسف» أى سبع سنوات عجاف...
ولاتزال! أمواج الألم تغمر المخطئين حتى يرعووا، وكلما تأخر صلاحهم ترادف البلاء عليهم، لأنهم كما قال الله: {ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون}. ولقد مرت بقريش سنوات عضوض قيل: ألح عليهم الجوع حتى اسودت الآفاق في عيونهم.. ومع ذلك ظلوا منتصبين نحو عشرين سنة يقاتلون الرسول! وصحبه!. ومازالوا كذلك حتى خارت قواهم، وسقطت دولة الكفر في أرضهم، وقامت بدلها دولة الإيمان {حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون}. وسورة المؤمنون مكية، وهذا التهديد لحمل القوم على الرشد، ولكن القرآن الكريم يعود إلى سننه في التعليم والإرشاد ومناشدة العقل الإنسانى على الوعى. ولذلك بدأ يذكر الناس بنعمة الله عليهم، وكيف أوجدهم وسخر لهم الليل والنهار والشمس والقمر، وكيف أنشأ لهم السمع والأبصار والأفئدة، وقد وجه لهم ثلاثة أسئلة تكشف التناقض في شركهم، والخلط في تفكيرهم، وتبعثهم على إخلاص التوحيد: {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون}. وهذه الأسئلة موجهة إلى المشركين الذين يعبدون الأصنام وهم يعلمون أنها لم تخلق أرضا ولا سماء، ولم ترسل رزقا ولم تحدد أجلا. ولكن هذه الأسئلة نفسها توجه إلى فريق من أهل الكتاب، يشوبون التوحيد بالتعديد، ويختلقون مع الإله آلهة أخرى ما أنزل الله بها من سلطان. والواقع أن القرآن بنى الإيمان الصحيح على الوحدانية النقية التى تجعل ماعدا الله ملكا خالصا له، وعبدا عانيا في حضرته {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون}. إن عقيدة التوحيد وليدة فكر ثاقب، وبرهان دامغ، وما الشرك أو أبوة الله وبنوته، إلا ظنون خامرت العقل وهو غافل، وسكنت فيه وهو مخدر. ولما كان المرء قد يقع صريع شهوة غالبة، أو ميراث جارف، فيبقى على ضلاله وشروده، فإن الله سبحانه أشعر الإنسان بأنه ليس بخالد في هذه الدنيا، إنه معمر فيها إلى حين! فليخش الموت ومايتبعه، فإنه سيندم ويتمنى لو كان عقل.
{حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}. وطلب الرجوع إلى الدنيا لاستئناف حياة أشرف تكرر في القرآن الكريم عشر مرات أو يزيد، وهو دلالة حاسمة على أن المجرم يعترف بخطئه السابق، ويرجو الله أن يتيح له فرصة أخرى للإصلاح!.. وفى سورة المؤمنون تكرر هذا الطلب مرتين: مرة عند مجىء الموت، ومرة عند الحساب {ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضآلين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون}. ولعل هذا الطلب المتكرر يقنع جماهير من الناس تدين بعقيدة الجبر، وتزعم أن الجزاء مكتوب! لا سبب للإنسان فيه!!. وهؤلاء كثيرون في أمتنا يعيشون بغير إرادة، ويظلمون الإسلام بتماوتهم الغريب. وقد جاء ختام السورة تكذيبا لهؤلاء الكسالى، وتقبيحا لأفعالهم: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق} إن الله أعلى وأجل من أن يظلم أحدا من خلقه! لقد منح آدم وبنيه الحياة في هذه الدنيا، وزودهم بعقل كاشف ووحى هاب. وبشر وأنذر، وأصح وأمرض، ويسر وعسر، كى يتعرف المرء على ربه في الحالين، ويستعد للقائه بعمل صالح، فإذا أبى إلا الشرود فالعقاب المرصد عدل، ولا يسمع فيه عذر... وقد ذكرت السورة أن المرء الكافر عند الحساب ينسى الزمن، ويذهب من عقله الماضى كله، ولا تتماسك الحياة الأولى في ذاكرته إلا لحظات قصيرة مبهمة {قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العآدين قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون}. ومرة أخرى يعود القرآن إلى بناء الإيمان على البرهان، ويؤكد أن الدين ليس عقلا خرافيا يتبع الترهات! إنه عقل يحترم الدليل ويحتبئ به. إن العقل مناط التكليف وسلم الارتقاء، وأقرب الخلق إلى الدواب هم الكافرون بالله، البعيدون عن هداه: {ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين}. اهـ.

.في رياض آيات السورة الكريمة:

.فصل في أسرار ترتيب السورة:

قال السيوطي:
سورة المؤمنون:
أقول: وجه اتصالها بسورة الحج: أنه لما ختمها بقوله: {وافعلوا الخير لعلكُم تُفلِحون} وكان ذلك مجملًا، فصله في فاتحة هذه السورة، فذكر خصال الخير التي من فعلها فقد أفلح، فقال: {قد أَفلحَ المؤمنون الذينَ هُم في صلاتِهِم خاشعون}.
ولما ذكر أول الحج قوله: {يا أَيُها الناس إِن كنتُم في ريبٍ مِن البعثِ فإِنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة} زاده هنا بيانًا في قوله: {ولقد خَلقنا الإِنسانَ مِن سُلالةٍ مِن طين ثُم جعلناهُ نطفةً في قرارٍ مكين} فكل جملة أوجِزَت هناك في القصد أطنب فيها هنا. اهـ.

.تفسير الآيات (1- 7):

قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
بسم الله الذي له الأمر كله، فلا راد لأمره الرحمن الذي من عموم رحمته الإبلاغ في البيان الرحيم الذي خص من أراد بالإيمان.
لما ختمت الحج بناء الذين آمنوا وأمرهم بأمور الدين خاصة وعامة، وختم بالصلاة والزكاة والعصمة به سبحانه موصفًا بما ذمر، أوجب ذلك توقع المادين كل خير، فابتدأت هذه بما يثمر الاعتصام به سبحانه في الصلاة وغيرها من خلال الدين في الدارين، فقال تعالى مفتتحًا بحرف التوقع: {قد} وهي نقيضة لما تثبت المتوقع وتقرب الماضي من الحال ولما تنفيه {أفلح} أي فاز وظفر الآن بكل ما يريد، ونال البقاء الدائم في الخير {المؤمنون} وعبر بالاسم إشارة إلى أن من أقر بالإيمان وعمل بما أمر به في آخر التي قبلها، استحق الوصف الثابت لأنه اتقى وأنفق مما رزق فأفلح {ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} [الحشر: 9]؛ ثم قيدهم بما يلزم من الصدق في الإيمان فقال: {الذين هم} أي بضمائرهم وظواهرهم {في صلاتهم} أضيفت إليهم ترغيبًا لهم في حفظها، لأنها بينهم وبين الله تعالى، وهو غني عنها، فهم المنتفعون بها {خاشعون} أي أذلاء ساكنون متواضعون مطمئنون قاصرون بواطنَهم وظواهرهم على ما هم فيه؛ قال الرازي: خائفون خوفًا يملأ القلب حرمة، والأخلاق تهذيبًا، والأطراف تأديبًا، أي خشية أن ترد عليهم صلاتهم، ومن ذلك خفض البصر إلى موضع السجود، قال الرازي: فالعبد إذا دخل في الصلاة رفع الحجاب، وإذا التفت أرخى، قال: وهو خوف ممزوج بتيقظ واستكانة، ثم قد يكون في المعاملة إيثارًا ومجاملة وإنصافًا ومعدله، وفي الخدمة حضورًا واستكانة.
وفي السر تعظيمًا وحياء وحرمة، والخشوع في الصلاة بجمع الهمة لها، والإعراض عما سواها، وذلك بحضور القلب والتفهم والتعظيم والهيبة والرجاء والحياء، وإذا كان هذا حالهم في الصلاة التي هي أقرب القربات. فهم به فيما سواها أولى.
قال ابن كثير: والخشوع في الصلاة إنما يحصل لمن فرغ قلبه لها، واشتغل بها عما عداها، وآثرها على غيرها، وحينئذ تكون راحة له وقرة عين «وجعلت قرة عيني في الصلاة» رواه أحمد والنسائي عن أنس- رضي الله عنهم- «يا بلال، أرحنا بالصلاة»- رواه أحمد عن رجل من أسلم رضي الله عنهم.